*أُمَك ٠٠ثُم أُمَك٠٠ثُم أُمَك*
*الأُمَهاتّ ومَا أدرآكم ما الأُمَهَاتّ !! هُن اللواتِي لا يكتبُ عنهنّ أحد؛ هن المستيقظاتِ فجراً، المُصلّياتِ فرضاً، التّالِياتِ ذِكراً، المُعِدّاتِ فُطوراً، المُجَهِّزاتِ تلميذاً، المُلبساتِ مريولاً، المُسرِّحاتِ شَعراً، المُراجِعاتِ برنامجاً، الجَالِياتِ صحوناً، المُوضّباتِ فِراشاً، الحانياتِ ظهوراً، الكانساتِ أرضاً، الماسِحاتِ غبراً، المُرتّباتِ بيتاً، الطّابخاتِ غداءً، المُنتظراتِ أولاداً، المُطعِماتِ حشداً، المُنظّفات قُدوراً، المُذاكراتِ دروساً، الحالّاتِ واجباً، المصححاتِ إملاءً، المُسمّعاتِ استظهاراً، المُحفّظاتِ قرآناً، المُعدّاتِ للنوم أولاداً، المُفرفشاتِ بعد ذلكَ أزواجاً!! الأمهات بطلاتُ العالم الحقيقيات وإن صادروا بطولتهنّ، فهذا العالم لا يُقدّر إلا من يُصدرُ ضجيجاً! تجمعُ نملةٌ مؤونة سنة فلا يدري عنها أحد، وتستلقي ضفدعة على شاطئ المستنقع تحت الشمس فتُصدرُ نقيقاً كأنها مدير عام كوكب الأرض! أنتنّ نمل البيوت الذي يعمل بصمت ولا يدري به أحد، وما تبقّى ضفادع تُصدرُ نقيقاً فيمجّدونها!! أنتن الخبيراتِ الاقتصاديّاتِ اللواتي يتكيّفنَ رغم عجز الموازنة بينما تغرق أوطان كبيرة بالدّيون!.. أنتن الممرضاتِ اللواتي يقسنَ حرارة ابناً مريض بميزان شفتين يطبعنه قبلةً على جبينه، فيُشخّصنَ المرض، ويعطين العلاج، فيشفى بإذن الله، ويموتُ عشرات الآلاف بالأخطاء الطبيّة! أنتن المُدرّساتِ الخصوصيات مجاناً!.. أنتن السّمكرياتِ توفيراً!.. أنتن المرهقاتِ الآوياتِ لفراشهنّ ليلاً تسمعنَ صوتَ عظامكنّ تحتكنّ فلا تشتكين!.. أنتن اللواتي لا يطبخنَ لانستغرام، ولا يشترينَ الثياب للفيسبوك!.. أنتن الصّابراتِ على وجع الظّهر لأنّ ثمن كشف الطبيب أولى بها فاتورة الكهرباء في أوطان رغم النّفط لا تشبع!.. أنتن خشناتِ الأيدي لأنّ ثمن المُرطّبات والكريمات أولى به أقساط مدارس الأولاد في أوطان تخلّتْ وعلى المرء أن يتدبّر فيها نفسه! أنتن بطلاتِ العالم الحقيقيات! أنتن سِلال الغسيل الممتلئة لأنكنّ لا ترضينَ إلا أن يلبس أولادكنّ ثياباً نظيفة! أنتن صويحبات الحوض الممتلئ عن آخره بالصحون لأنكنّ تأبينَ إلا أن تُطعمنَ أولادكنّ طعاماً شهياً!.. أنتن صويحبات جمع الألعاب المتناثرة هنا وهناك لأنكنّ ترفضنَ أن تسلبنَ أولادكنّ طفولتهم!.. أنتن صويحبات الصوتِ المبحوح والأعصاب التالفة لأنكنّ لا ترضينَ إلا أن يكون أولادكنّ الأفضل! أنتن بطلاتِ العالم الحقيقيات! أنتن اللواتي لا يُسافرنَ للإجازات!.. أنتن اللواتي ينسينَ يوم ميلادهنّ ولا يعترفن بحفلات مبتدعة !.. أنتن اللواتي لا يُطالعنَ مجلات الأزياء والموضة ولايشتهين منها شيئ!.. أنتن اللواتي لا يعرفنَ الطريق إلى صالونات التجميل وورش السنفرة النسائيّة وأجمل ما تجملن به إسباغ الوضوء!!!*
*أعرفُ أن مقالاً هذا لن يشفي وجعاً في الظهر، ولن يمحو بحةً في الصوت، ولن يزيل خشونةً في اليدين والركبتين، وأعرفُ أن أكثركنّ ليس عندهنّ وقتٌ ليقرأن، فقد شغلكنّ ما هو أهمّ من مقالى! ولكني قررتُ أن أكتب عنكنّ، عرفاً بفضلكنّ، وتذكيراً بجهدكنّ وصبركنّ وجهادكنّ، أنتنّ بطلاتُ العالم الحقيقيات فلا تنهزمن، أنتنّ الجيش الوحيدُ الممنوع عليه أن يُهزم ليستمرّ العالم!!*
*أحلى تحية للنون النسوية*